Top Guidelines Of المرأة والفلسفة

Wiki Article



فإنها ذكرت أن سدنة النسوية التحليلة لم يرعووا عن طرق أبواب الفلاسفة غير التحليليين من نحو سيمون دي بوفوار وميشال فوكو و جوزيف باتلر، ولم يستنكفوا من مصافحة من لم يكن يوافقهم منهجهم ووجهتم من عشائر التيارات النسوية الأخرى، فهم أرحب صدرا من غيرهم بتلفيق المناهج المختلفة لإثمار ما يبغونه من الثمر.

فالاضطهاد قبل كل شيء يصيب طبقة، وإذا نال من فرد أو شخص، فلانضواءه إلى تلك الطبقة. فيأرز أمر التحيز –وعلى رأسه في سياق حديثنا ما كان جنسيا– إلى الطبقة. فهي الأصل، أما الفرد فهو تبع لها. فإذا قلنا: “واجهت النسوة تحيزا على أساس أنوثتهم”، فلا نعني به إلا طبقتهم تتكبد الاضطهاد.

فطريق تناول “بيل هوكس” للنسوية ينبني على الاعتراف بأن التحيز الجنسي لون ممتاز عن سائر ألوان التحيز مثل العنصرية وكراهة الشذوذ الجنسي، وإن كانت هذه الألوان لم تزل ولاتزال متشابكة بعضها ببعض. فعلى النسوية أن تداوي بالأصالة داء التحيز الجنسي، وإن تطرقت إلى غيره من ألوان التحيز بالتبع لصلته بالهدف الأصلي. فيعيش في وسطنا من نصفه بالعنصرية وهو من أنصار الحركة النسوية. فمثل هذا لن يدرك ما بين العنصرية والتحيز الجنسي من الأواصر، ولايقدر حق التقدير فعل التحيز الجنسي في حياة غير البيض من النساء.

في القرن العشرين وما بعده، أصبح دور المرأة في الفلسفة موضوعًا رئيسيًا، وظهرت العديد من الفيلسوفات اللواتي دافعن عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.

فتسلح الفلاسفة النسويون بمناهجهم الفلسفية لمواجهة هذه الأسئلة، واستخدموا في سبيل ذلك أحدّ ما كان في جعبتهم وأشحذه وخيره من الروايات الفلسفية السائدة في نهاية القرن العشرين، فتدفق من كل حدب وصوب ما يسمى بـ الفلسفة النسوية، فأصبح لدينا نسوية تحليلية وأخرى قارية وثالثة ذرائعية أمريكية، فلاغرو إذن أن نجد المواضيع التي هي قطب رحى النسوية صدى لما في تلك الروايات الفلسفية، وأن الأسئلة التي أثارتها النسوية والمواضيع التي حامت حولها تذكرنا بما في الروايات، ولاغرو إذن أن يكون من نصيب سؤال واحد عدة من الأجوبة متقاربة ومتناقضة.

ولكن هذا لايعني أن النسوية لاتطأ الطرق المسلوكة، بل إنها لتتطرق إبان تفسيرها للتحيز الجنسي ومظاهره إلى قضايا، تعتني بها الفلسفة السائدة. فدرست في معرض الحديث عن الرعاية طبيعة “الذات”، وتطرقت أثناء دراستها للجنس إلى العلقة بين ماهو بالطبيعة وماهو من صنع المجتمع، وبحثت في غضون تصديها للتحيز الجنسي في مجال العلوم، فما يعد علما حقا.

كُتبت سلسة هاري بوتر لتكون مسلسلًا تلفزيونيًّا 

أجل، إن الأمر لكذلك. فإن أمكن في ظرف أو سياق أن تجتمع كلمة بعض هذه الفئات أو الكتل وتتكاتف، فهذا الإمكان هو طلبة النسوية، فلتبحث عنه، ولتجعله نقطة انطلاقها التي تنطلق منها، ولاتفترض شيئا قبل الإقبال على نشاطها. فمن ينسحب عليه رداء النسوية حماداه أن يتبين هذا المجال في سياق أو ظرف، وليشد مئزره ويشمر عن ساعده، وليطو كشحا عن تخطيط نظري فكري قبل الإشراع في العمل النسوي.

أما بخصوص قلة حضور المرأة في ميدان الفلسفة مقارنة بالرجل، فيمكن إلى حدٍّ كبير عزوه إلى حالة الإقصاء والتغييب العامة التي تعرضت لها المرأة عبر التاريخ بشكل معلومات إضافية عام، وما تزال مستمرة حتى اليوم في الكثير من المجتمعات الراهنة، وهذا ما ينعكس ليس على نشاط المرأة الفلسفي وحسب، بل يتعداه إلى مجالات العلم والأدب والسياسة وسواها من المجالات وإن اختلفت الدرجات.

كانت كلمة النسوية في منتصف العقد الأول من القرن التاسع عشر تشير إلى صفات الإناث ومزاياهن، وإنما كسيت كسوة العقيدة القائلة بتساوي المرأة مع الرجل في الحقوق والذب عنه، والمنبثقة من تساوي الجنسين، في اللغة الإنجليزية –مستمدًا من المصطلح الفرنسي f

الفلسفة كانت دائمًا مجالًا يسيطر عليه الرجال. لكن، هناك نساء عديدة ساهمت بشكل كبير في الفكر الفلسفي.

فهل يعمل أنصار النسوية على سد كافة المنافذ؟ هذا هو السؤال الذي نحلق في فضاءه في هذا الفصل.

. لذلك فكل العلوم هي علوم إنسانية من زاوية إنجازها الفعلي، فلا يمكن تعيين خصائصها بمعزل عن ملامح الثقافة الإنسانية والتاريخ الإنساني واللغة الإنسانية والخبرة الإنسانية والاحتياجات والاهتمامات الإنسانية"( يمُنى طريف الخولي, مشكلة العلوم الإنسانية: تقنينها وإمكانية حلها، دار الثقافة، القاهرة ١٩٩٠. وتعد الفيلسوف العربية يمني طريف الخولي أهم من كتب في فلسفة العلوم والفلسفة النسوية. وحينما تستعيد المرأة الدهشة الفلسفية فهذا يعني أن محبة الحكمة عادت إلى منابعها الإنسانية الأصلية ورجعت إلى بيتها الحميم.

كتاب نساء فلاسفة من تأليف إمام عبد الفتاح إمام والحقوق الفكرية والأدبية للكتاب محفوظة للمؤلف

Report this wiki page